تعريف
إن التنظيم أي تنظيم نقابي، سياسي، اجتماعي هو مجموعة من الأفراد لديهم أهداف واحدة وتحكمهم قواعد متفق عليها، ويقومون بعمل مشترك لتحقيق هذه الأهداف.
من هذا التعريف المبسط للتنظيم فأننا نلاحظ أن التنظيم هو (أفراد، وأهداف، وهيكل وعمل مشترك) ولكي يتم جمع أفراد، ومناقشة الوصول للأهداف، وكيفية العمل وتنسيق هذا العمل فلا بد لهذه المجموعة من الأفراد من اللقاء.
ومن هنا تنبع أهمية الاجتماع في حياة أي تنظيم، وإذا كان تعريف الاجتماع(الجلسة) بأنه لقاء لأكثر من شخص لتدارس مواضيع محددة والخروج بقرارات وتوصيات وتوجيهات. فان طبيعة الاجتماع تحتم طبيعة العلاقة بين الأفراد المجتمعين.. إن ابسط أنواع الاجتماعات هو لقاء الجندي برئيسه حيث يقف الجندي أمامه ويعطيه معلومة عن انتهاء العمل السابق وينتظر منه أوامر وتعليمات للعمل القادم. ومن هذا اللقاء بين الجندي ورئيسه نقول أن الاجتماع هو عبارة عن معلومات تطرح ويتفاعل الأعضاء مع هذه المعلومات من منطلق الخبرة والممارسة والتخصص و ينتج عنه قرارات تحدد العمل القادم.
اهمية الاجتماع للتنظيم السياسي
يتشكل التنظيم السياسي من وحدات تنظيمية محددة العدد (تسمى أطر) ضمن تسلسل مرسوم تقع فيه الأطر في مواضعها المخصصة بحيث تستقيم اتجاهات العلاقات عموديا وأفقيا مهما كان شكل التسلسل التنظيمي.
والأساس في وجود وفاعلية هذه الوحدات التنظيمية أو هذه الأطر هو الاجتماع الدوري لكل وحدة. والتنظيمات السياسية تعول عادة وقبل كل شيء في عملية تربية وإعداد أعضائها وكوادرها على الاجتماع الذي يمكن أن يتم في أقصى ظروف السرية. ولكل تنظيم خصوصيته ومنهجه ومفاهيمه وطقوسه في عقد اجتماعاته… ويهدف التنظيم السياسي من خلال تركيزه على عقد الاجتماعات للأطر (الوحدات) التنظيمية إلى ما يلي:
* كريس أن الاجتماع هو المكان الذي تتم فيه التربية التنظيمية وتعبئة الأعضاء على ضرورة تحقيق الأهداف المشتركة للتنظيم (توحيد المفاهيم الفكرية) بالإضافة إلى انه المكان الوحيد المكرس للوحدة الداخلية للتنظيم، وكذلك توحيد برامج العمل.
*هو مكان اخذ القرارات التي يشارك بوضعها الأفراد المجتمعين، وخارج الاجتماع يمارس الأفراد مهامهم في حدود مسؤولياتهم وما طلب منهم القيام به من خلال الاجتماع.
*هو مكان ممارسة الديمقراطية، حيث يتيح الاجتماع لكل أفراده بإبداء آرائهم بدون أن يلحقهم أية مسؤولية عن هذا الموقف في داخل الاجتماع، ويحق للأعضاء عادة إبداء آرائهم بالموقف السياسي للتنظيم، وبالممارسة التنظيمية، وبكيفية تنفيذ المهمات، كما يحق لهم نقد الأفراد وخاصة المراتب القيادية العليا.
*هو مكان تقييم شامل لما اخذ من قرارات في الاجتماع السابق و ما تم تنفيذه من هذه القرارات وما لم يتم تنفيذه وسبب النجاح في التنفيذ للاستفادة منه كتجربة ناجحة، والفشل في التنفيذ وسبب هذا الفشل لتجنبه في الممارسة القادمة.
* هو مكان وضع خطط العمل التي يجب تنفيذها بين فترتي الاجتماعين وخطة العمل تكون مبنية على تقييم العمل السابق والطموح والهدف لإنجاز مستقبلي وعلى ضوء ذلك يتم وضع خطة العمل، مستفيدين من التجارب السابقة والتفاعل البناء بين أعضاء الإطار ذو التخصصات والتجربة المختلفة.
*هو صلة الوصل الرئيسية، وفي بعض الأحيان الوحيدة التي تربط الإطار مع الجسم التنظيمي، فمن خلال الاجتماع يتم الاطلاع على أوضاع الأطر الدنيا (الأقل مرتبة) والذين يقعون تحت مسؤولية هذا الإطار حيث يتم التعرف على اجتماعاتهم وممارساتهم لعملهم ومن ثم توجيههم والرد على أسئلتهم واستفساراتهم واقتراحاتهم. كما يتم من خلال الاجتماع رفع وجهة نظر الإطار إلى الأطر الأعلى من خلال محضر الاجتماع.